كان أداء فرجينيا، كما هو متوقع في يوم «الثلاثاء الكبير»، حيث منحت نائب الرئيس السابق جو بايدن فوزاً مقنعاً في الانتخابات التمهيدية ونصيب الأسد من مندوبيها البالغ عددهم 99. كانت ليلة جيدة جداً بالنسبة لبايدن، الذي بدأ محاولته الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض مشيراً إلى الصدام المميت بين المحتجين والمؤمنين بتفوق البيض في شارلوتسفيل عام 2017. وأظهر أداؤه القوي للغاية يوم الثلاثاء في فرجينيا بعض الأمور التي يجب أن تعطي الأمل وتقدم درساً لـ«الديمقراطيين» الذين يتطلعون لانتخابات 2020 الرئاسية.
أولا، كان هناك تنفس للصعداء، فقد حصل بايدن على التأييد من عدد من كبار الساسة «الديمقراطيين» في الولاية، مثل السيناتور «تيم كين» والنواب «دون ماكيشين» و«روبرت سي سكوت» والحاكم السابق «تيري مكوليف» وحتى السيناتور السابق «جون وارنر».. وأسماء أخرى مخضرمة من المؤسسة وبعض الأسماء الجديدة أيضاً.
وحظيت كل من النائبتين «إيلين لوريا» و«جنيفر ويكستون»، اللتين أيدتا ترشيح بايدن قبل تصويت الثلاثاء، بفرصة عندما خاضتا الانتخابات التمهيدية، لكن لم تكن لأي منهما حظوظ كبيرة.
وبينما أظهرت استطلاعات الرأي تحركاً قوياً للسيناتور بيرني ساندرز، فإنه كان المرشح الذي يتمتع بزخم بعد فوزه المباشر في نيوهامبشاير ونيفادا.
وفي حين أن فرص ويكستون بدت قوية نوعاً ما، فقد اتضح أنها ما تزال مبتدئة، لذا كان فوز ساندرز مضموناً في مواجهتها. كما كان تقدم ساندرز نفسه عبئاً ثقيلا بالنسبة لحملة لوريا حتى يوم الانتخابات.
بالنسبة لهاتين «الديمقراطيتين»، فإن الارتياح بسبب فوز بايدن يجلب معه ثقة في أنه، إذا ما نجح في الاستفادة من نتائج الثلاثاء الكبير، فسيكون هو المرشح «الديمقراطي» لانتخابات نوفمبر القادم.
وذلك يعني أن فرجينيا لن تكون في حسبان الحزب «الجمهوري» في انتخابات 2020 الرئاسية.
لكن لماذا؟ أساساً لأن فوز بايدن هنا سيعيد بلورة الائتلاف الذي وقف خلف باراك أوباما في عامي 2008 و2012، ثم لازم هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016. وكما توضح خريطة الإقبال، فإن جذور الضواحي أقوى مما كانت عليه قبل عامين.
*نورمان ليهي
*صحفي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»